أبا هريرة، رضي الله عنه [1].
ودفنت رضي الله عنها ليلاً بعد الوتر، وكان الليل مظلمًا فلم يجد المشيعون بُدّاً من أن يحملوا فيه خِرَقَاً [2] غمسوها في زيت وأشعلوا فيها النار لتضئ لهم الطريق إلى المقابر، وازدحم الناس وتجمعوا حول النعش [3]، ولم تُرَ ليلة أكثر ناسًا منها، ونزل أهل العوالي [4] إلى المدينة [5].
ونزل في قبرها خمسة من آل الصديق: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسم، وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعًا وستين سنة، ودفنت بالبقيع [6]، رضي الله عنها وأرضاها. [1] ينظر: المستدرك 4/ 5، وتاريخ الإسلام 4/ 164. [2] الخِرَقُ: جمع خِرْقَة، وهي الْقطعَة من الثَّوْب الممزق. ينظر: جمهرة اللغة 1/ 590، والصحاح 4/ 1468. [3] النَعْشُ: سرير الميِّت. ينظر: الصحاح 3/ 1022، ولسان العرب 6/ 355. [4] العوالي: جمع عالية وهي كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية أميال. ينظر: مشارق الأنوار 2/ 108، والنهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 295، والمغرب في ترتيب المعرب ص (327). [5] ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 61، وتاريخ الطبري 11/ 602، والمستدرك 4/ 5. [6] الطبقات الكبرى 8/ 62،64،76، وتاريخ ابن أبي خيثمة 2/ 58، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1885، وأسد الغابة 7/ 186، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 5/ 303، وتاريخ الإسلام 4/ 249، والبداية والنهاية 8/ 101، والإصابة 8/ 20.