المطلب الأول
أقوال العلماء في مكانتها العِلمِيَّة
"تَبوَّأتْ أُمُّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها مكانةً علميةً رفيعةً، جعلتها عالمة من علماء عصرها، والمرجع العلمي الأصيل الذي يرجعون إليه فيما يغمض عليهم أو يستشكل أمامهم من مسائل في القرآن والحديث والفقه، فيجدون الجواب الشافي لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم" [1].
فكان الأكابر من الصحابة إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها، فيجدون علمه عندها، قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: «مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَة إِلا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا» [2].
وقال مسروق رحمه الله: «لَقَدْ رَأَيْتُ الأكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ» [3].
وروى هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلا بِسُنَّةٍ [1] السيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة ص (40). [2] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب من فضل عَائِشَة رضي الله عنها 5/ 705، رقم (3883)، وقال: "حديث حسن صحيح غريب"، وقال الألباني في مشكاة المصابيح 3/ 1746: "صحيح". [3] أخرجه ابن المبارك في الزهد 1/ 382، رقم (1079)، وسعيد بن منصور في سننه 1/ 118، رقم (287)، وابن أبي شيبة في مصنفه 6/ 239، رقم (31037)، والدارمي في سننه 4/ 1889، رقم (2901)، والآجري في الشريعة 5/ 2410، رقم (1895)، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 181، رقم (291)، والحاكم في المستدرك 4/ 12، رقم (6736)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 242: "إسناده حسن"، قال حسين سليم أسد في تعليقاته على الدارمي: "إسناده صحيح".