وعن محمود بن لبيد [1] قال: «كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَحْفَظْنَ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا وَلا مِثْلاً لعَائِشَة وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَة تُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى أَنْ مَاتَتْ، يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكَانَ الأكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ يُرْسِلانِ إِلَيْهَا فَيَسْأَلانِهَا عَنِ السُّنَنِ» [2].
وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: «كَانَتْ عَائِشَة قَدِ اسْتَقَلَّتْ بِالْفَتْوَى فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى أَنْ مَاتَتْ يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكُنْتُ مُلازِمًا لَهَا مَعَ بِرِّهَا بِي» [3].
قال ابن كثير رحمه الله: "وقد تفردت أُمّ المؤمنين عَائِشَة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها، وانفردت باختيارات أيضًا وردت أخبار بخلافها بنوع من التأويل" [4]. [1] هو: محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأنصاري أبو نعيم الأنصاري، الأشهلي، ولد في حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث يرسلها، مات سنة (96هـ).
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 5/ 57، ومعرفة الصحابة 5/ 2524، والاستيعاب 3/ 1378، والإصابة 6/ 35. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 286، والحديث في سنده موسى بن محمد بن إبراهيم، وسبق بيان ضعفه. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 286، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 49/ 165، والحديث حسن؛ لأن في سنده عبد الله بن عمر بن حفص العمري، وهو مختلف في حاله. ينظر: الكامل 5/ 233، والكاشف 1/ 576. [4] البداية والنهاية 8/ 92.