لا تتردد في طرحه على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لتتعرف على معاني الآيات القرآنية، ومراد الله عز وجل منها، فقد قالت عَائِشَة رضي الله عنها: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [1] قَالَتْ عَائِشَة: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [2]» [3].
وهذا ما جعل عَائِشَة رضي الله عنها على معرفة تامة بالقرآن الكريم، وأسباب نزوله، وموضوعاته وقضاياه، مما جعلها تقيم تفسيرها للقرآن الكريم على منهج تفسيري له أصوله الخاصة التي يعتمد عليها، ويبرز فكرها وثقافتها" [4]. [1] سورة المؤمنون، الآية:60. [2] سورة المؤمنون، الآية:61. [3] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمنون 5/ 327، رقم (3175)، وأحمد في مسنده 42/ 156، رقم (25263)، و42/ 465، رقم (25705)، والحميدي في مسنده 1/ 298، رقم (277)، وابن راهويه في مسنده 3/ 941، رقم (1643)، وأبو يعلى في مسنده 8/ 315، رقم (4917)، والحاكم في المستدرك 2/ 427، رقم (3486)، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 213، رقم (747)، وفي معرفة السنن 14/ 483، رقم (20853)، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 304، رقم (162). [4] ينظر: تفسير أُمّ المؤمنين عَائِشَة ص (113)، والسيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة ص (46 - 48)، السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين وعَالِمة نساء الإسلام ص (182)، موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين وحياتها وفقهها ص (83).