المطلب الرابع
علمها بالفِقه والفتْوى
تُعَدُّ عَائِشَة رضي الله عنها بحق أفقه نساء الأمة وأعلمهن، بل أفقه وأعلم من كثير من الصحابة، قال عطاء [1] رحمه الله: «كَانَتْ عَائِشَة، أَفْقَهَ النَّاسِ وَأَعْلَمَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْيًا فِي الْعَامَّةِ» [2].
وقد ذكرها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي [3] في طبقاته في جملة فقهاء الصحابة [4]، ولما ذكر ابن حزم أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتاوى في الأحكام في مزية كثرة ما نقل عنهم قدم عَائِشَة على سائر الصحابة [5]. [1] هو: عطاء بن أبي رباح - بفتح الراء والباء - واسم أبي رباح: أسلم، القرشي، المكي، كان ثقة فقيهًا فاضلاً، مفتيًا، حافظًا، مات سنة (114هـ) وقيل بعدها.
ينظر في ترجمته: طبقات الفقهاء ص (69)، ووفيات الأعيان 3/ 261، وسير أعلام النبلاء 5/ 78. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 15، رقم (6748)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 8/ 1521، رقم (2762)، وسكت عنه الذهبي في التلخيص. [3] هو: إبراهيم بن علي بن يوسف، أبو إسحاق، جمال الدين الشيرازي، ولد بفيروز آباد (بليدة بفارس) نشأ ببغداد وتوفي بها، وهو أحد أعلام المذهب الشافعي، كان مناظرًا فصيحًا ورعًا متواضعًا، انتهت إليه رئاسة المذهب، بنيت له النظامية ودرَّس بها إلى حين وفاته. من تصانيفه: (المذهب) في الفقه، و (النكت) في الخلاف، و (التبصرة) في أصول الفقه. مات سنة (467هـ).
ينظر في ترجمته: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 16/ 228، ووفيات الأعيان 1/ 29، وسير أعلام النبلاء 18/ 452. [4] طبقات الفقهاء ص (47)، وينظر: الإجابة ص (38). [5] جوامع السيرة ص (319)، وينظر: الإجابة ص (38).