responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل الفترة ومن في حكمهم نویسنده : موفق أحمد شكري    جلد : 1  صفحه : 37
قومهم عليهم مساجد، وصوروا صور أولئك فيها ليتذكروا حالهم وعبادتهم فيتشبهوا بهم. فلما طال الزمان جعلوا أجسادًا على تلك الصور، فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسمّوها بأسماء أولئك الصالحين: ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا، فلما تفاقم الأمر بانتشار الشرك وعبادة الأوثان بعث الله سبحانه وتعالى -وله الحمد والمِنّة- رسوله نوحًا - عليه السلام - فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له) [1].
فجاء نوح عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد، توحيد الله عَزَّ وَجَلَّ وإفراده بالعبادة وترك ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان والأصنام.
قال تعالى في شأن سيدنا نوح - عليه السلام - {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 59].
وبعد أن دعى نوح - عليه السلام - قومه إلى التوحيد وترك ما يعبدون من الأصنام، واجه ردًّا قاسيًا وعنيفًا من قومه ووصفوه بالضلال المبين. قال تعالى حكاية عن قومه: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأعراف: 60].
فردّ نوح - عليه السلام - مقالتهم تلك، وأعلمهم بأن ما وصفتموني به من الضلال ليس بصحيح، وإنما أنا مبلِّغ ومرسَل إليكم مِن الله - عَزَّ وَجَلَّ - أبلِّغكم ما أمرني الله به، وأنصح لكم وأبيِّن لكم أن الذي أنتم عليه سبب في سخط الله عليكم وعقابه. وسوف يعاجلكم بالعقوبة.
قال تعالى حكاية عن نوح: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي

= الله - صلى الله عليه وسلم - وعمره آنذاك ثلاث عشرة سنة، كان يسمى بالحبر والبحر ربانيّ هذه الأمة. ودعى له النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "اللهم علَّمه التأويل". مات رضي الله عنه سنة 68 هـ أيام ابن الزبير. انظر: (الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3/ 933).
[1] تفسير ابن كثير: 2/ 223.
نام کتاب : أهل الفترة ومن في حكمهم نویسنده : موفق أحمد شكري    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست