7 - ونُمسكُ عمّا شجرَ بين أصحابِ النبي عليه الصلاة والسلام، فهم في ذلك بينَ مجتهدٍ مصيبٍ ومجتهدٍ مخطئٍ، فلبعضهِم أجرٌ ولبعضهِم أجرانِ، رضوان الله عليهم أجمعين.
8 - وهم مع ذلك ليسوا بمعصومينَ، ولكنَّهم كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام خيرُ القرون، والمُدّ من أحدهم إذا تصدّق َبه خيرٌ من مثل جبلِ أحد ذهباً ممن بعدهم. فعن عِمْرَانَ بْنَِ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «خَيْرُكُمْ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (أخرجه البخاري) [1].
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِىءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» (أخرجه البخاري) [2].
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ «الْقَرْنُ الَّذِى أَنَا فِيهِ ثُمَّ الثَّانِى ثُمَّ الثَّالِثُ» (أخرجه مسلم) [3].
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» (أخرجه الشيخان) [4].
9 - ونحبُّ أنصارَ الدين في كلِّ زمانٍ إلى قيامِ الساعة، القريبَ منهم والبعيدَ، من عرفنا منهم ومن لم نعرفْ، ولا يضرُّهم ألا نعرفهم. ولا نبرأُ من أحدٍ منهم أو نعاديهِ أو نعاملُه معاملةَ غيرِ المسلمين، بلْ نتولاَّهم وندعو لهم وننصرهُم ونجتهدُ أن نكون منهم. امتثالا لقول النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (أخرجه البخاري ومسلم) [5]. [1] - برقم (2651) [2] - برقم (2652) [3] - برقم (6641) وهذا الحديث متواتر [4] - البخارى برقم (3673) ومسلم برقم (6651) - النَّصيف: النصف [5] - البخاري برقم (13) ومسلم برقم (179)