حتى يدعونَ له بالنصرِ، ومرةً ثانيةً أمامَ شدةِ المرضِ يرسلُ وراءَ القسيسِ حتى يصليَ لهُ ويستغفرَ.
د. ومادامتْ ربانيةً فالناسُ أمامها سواءٌ، لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ إلا بالتقوَى، فاللهُ خالقُ الناسِ أجمعينَ فكلُّهم عبيدُه، وهو لا يفضِّلُ لوناً على لونٍ، الأبيضَ على الأسود -كما هو الحالُ في القانونِ الأمريكيِّ- عَنْ أَبِى نَضْرَةَ حَدَّثَنِى مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» (أخرجه أحمد) [1].
ولا يفضِّلُ الرجالَ على النساءِ من بابِ قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل:97)،وليس من بابِ قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. } (34) سورة النساء، فتأمل الفرق .. ولا يحابيهم سبحانهُ -لأنَّ الرجلَ والمرأة َكلَّهم خلقُه- ولا يفضِّلُ طبقةً على طبقةٍ كالأشرافِ على العبيدِ، ولا يفضِّلُ جنساً على جنسٍ، كتفضيلِ العرقِ الآريِّ والجنسِ الأبيضِ على غيره (وألمانيا فوقَ الجميع)،ولذا فهي العقيدةُ الوحيدةُ التي تنصِفُ الناسَ وتعدلُ بينهم، والناسُ يقفونَ فيها على قدمِ المساواةِ حاكمِهم ومحكومهِم سواءٌ. قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. (الأنعام:115)
2 - ومنْ خصائصِ هذه العقيدةِ أنها ثابتةٌ:
قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (18) سورة الجاثية.
وثباتُ العقيدةِ ناتجٌ عن أنها منزلةٌ من عندِ الله، وقد انقطعَ الوحيُ بالتحاقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرفيقِ الأعلى منَ الجنة، وبقيتْ النصوصُ ثابتةً إلى يوم الدينِ لا ينسخُها ناسخٌ ولا [1] - برقم (24204) وهو صحيح