فالمؤمنون في جميع تقلباتهم وتصرفاتهم - ملجؤهُم إلى الإيمانِ ومفزعهُم إلى تحقيقهِ، ودفعِ ما ينافيه ويضادِّه، وذلك من فضل الله عليهم ومنِّهِ [1].
إن اختتام الآية بقوله: «فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ» ليضيف معاني كثيرة إلى صدر الآية. ليس لها ألفاظ تقابلها هناك .. إنه يفيد أن مس الشيطان يعمي ويطمس ويغلق البصيرة. ولكن تقوى اللّه ومراقبته وخشية غضبه وعقابه .. تلك الوشيجة التي تصل القلوب باللّه وتوقظها من الغفلة عن هداه .. تذكر المتقين. فإذا تذكروا تفتحت بصائرهم وتكشفت الغشاوة عن عيونهم: «فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ» ..
إن مس الشيطان عمى، وإن تذكر اللّه إبصار .. إن مس الشيطان ظلمة، وإن الاتجاه إلى اللّه نور .. إن مس الشيطان تجلوه التقوى، فما للشيطان على المتقين من سلطان [2]. .. [1] - التوضيح والبيان لشجرة الإيمان - (ج 1 / ص 46) [2] - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 1897]