وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) [غافر/7 - 9]}
30 - السعادةُ التي يجدها المسلم في لذة العبادة،وهي الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده المؤمنين يقول الله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى، فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى، وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِى مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». (أخرجه الشيخان) [1].
وقال العلامة ابن القيم رحمه في مدارج السالكين ([2]):"فإنه لا نعيمَ له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق إلى لقائهِ، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخلِ الأولى وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنةً من لم يدخلها لم يدخلْ جنة الآخرة، وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقاتٌ أقول: إن ْكان أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيبٍ، وقال بعض المحبين: مساكينٌ أهلُ الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيبَ ما فيها، قالوا: وما أطيبَ ما فيها؟ قال: محبةُ الله والأنسُ به والشوقُ إلى لقائه والإقبالُ عليه والإعراض ُعما سواه أو نحو هذا من الكلام، وكلُّ من له قلبٌ حيٌّ يشهدُ هذا ويعرفُه ذوقاً .. "
31 - ُ من سلطان الشيطان.ذلك أن الشيطانَ يوسوسُ لكل أحد ويدلُّه إلى ما يهلكه، وقد جعل الله لعباده المؤمنين حصوناً يمتنعون فيها من وسوسته، يقول الله تعالى: [1] - صحيح البخارى برقم (7405) ومسلم برقم (6981) [2] - مدارج السالكين - (ج 3 / ص 7)