responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 86
والغايةُ من ذلك أن تبقى حجةُ الله قائمةً على الناس. والقرآنُ أنزله اللهُ للعالمين جميعًا، وللناس كافةً، وليس خاصًا لقوم معينين كما كانت الكتبُ السابقة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ
والذين يكتبون عن الإسلام فيقولون: إنه أول دين جاء بالعقيدة الكاملة في توحيد اللّه أو جاء بالعقيدة الكاملة في حقيقة الرسالة والرسول أو جاء بالعقيدة الكاملة في الآخرة والحساب والجزاء .. وهم يقصدون الثناء على الإسلام! .. هؤلاء لا يقرأون القرآن! ولو قرأوه لسمعوا اللّه تعالى يقرر أن جميع رسله - صلوات اللّه عليهم وسلامه - جاءوا بالتوحيد المطلق الخالص الذي لا ظل فيه للشرك في صورة من صوره .. وأنهم جميعا أخبروا الناس بحقيقة الرسول، وبشريته وأنه لا يملك لهم ولا لنفسه ضرا ولا نفعا، ولا يعلم غيبا، ولا يبسط أو يقبض رزقا .. وأنهم جميعا أنذروا قومهم بالآخرة وما فيها من حساب وجزاء .. وأن سائر حقائق العقيدة الإسلامية الأساسية جاء بها كل رسول .. وصدق الكتاب الأخير ما جاءت به الكتب قبله .. إنما تلك الأقوال أثر من آثار الثقافة الأوربية. التي تزعم أن أصول العقيدة - بما فيها العقائد السماوية - قد تطورت وترقت، بتطور الأقوام وترقيها! وما يمكن أن يدافع عن الإسلام بهدم أصوله التي يقررها القرآن! فليحذر الكتاب والقارئون هذا المزلق الخطير!!!
فأما حكمة إنزال هذا الكتاب، فلكي ينذر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أهل مكة - أم القرى - وما حولها: «وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها» .. وسميت مكة أم القرى، لأنها تضم بيت اللّه الذي هو أول بيت وضع للناس ليعبدوا اللّه فيه وحده بلا شريك وجعله مثابة أمن للناس وللأحياء جميعا ومنه خرجت الدعوة العامة لأهل الأرض ولم تكن دعوة عامة من قبل وإليه يحج المؤمنون بهذه الدعوة، ليعودوا إلى البيت الذي خرجت منه الدعوة! وليس المقصود، كما يتصيد أعداء الإسلام من المستشرقين، أن تقصر الدعوة على أهل مكة ومن حولها.

نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست