أعمال أبي بكر بعد الاستخلاف
وهي من فضائله رضي الله عنه
قام رضي الله عنه مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يخل بشيء، كما قال عن نفسه: إني لست تاركًا شيئًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ [1] .
وعلى وجه التفصيل قام من الأعمال الجليلة بالأعمال الآتية:
1- ثبت المسلمين وقواهم:
أهل مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلموا طوعًا المهاجرون منهم والأنصار، وهم قاتلوا الناس على الإسلام، ولهذا لم يرتد من أهل المدينة أحد، بل ضعف أغلبهم بموت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلت أنفسهم عن الجهاد على دينه حتى ثبتهم الله وقواهم بأبي بكر رضي الله عنه، والذي أيد الله به الإسلام في حياة رسوله، وحفظه به بعد مماته، فالله يجزيه عن الإسلام وأهله خير الجزاء. قال أنس: خطبنا أبو بكر رضي الله عنه وكنا كالثعالب فما زال يشجعنا حتى صرنا كالأسود [2] .
2- قاتل المرتدين:
الذين ارتدوا بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كانوا ممن أسلموا بالسيف كأصحاب مسيلمة وأهل نجد. [1] يشير إلى قوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . [2] منهاج جـ4/137، 129، 58، 59، 165، وقال ابن كثير: قال محمد بن إسحاق: ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العرب، واشرأبت اليهودية والنصرانية، ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم حتى جمعهم الله على أبي بكر رضي الله عنه (البداية والنهاية جـ5/ 279) .