الخلفاء الأربعة كل منهم له سعي مشكور، وعمل مبرور وآثار صالحة في الإسلام، والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء؛ فهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون. الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.
والله سبحانه كما فضل بعض النبيين على بعض فضل بعض الخلفاء على بعض، فكل منهم له رتبته ودرجته. والصديق أكمل القوم وأسبقهم إلى الخيرات. وهذا أمر لا يشك فيه إلا من كان جاهلاً بحالهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو كان صاحب هوى صده اتباع هواه عن معرفة الحق فصار ينقص بعضهم عن رتبته أو عن درجته أو يفتري عليه في ذلك.
وأهل السنة لا ينازعون في كمال علي وأنه في الدرجة العليا من الكمال، وإنما النزاع في كونه أكمل من الثلاثة وأحق بالخلافة منهم [1] . [1] منهاج جـ4/79، 202، 129، 69/ 251، جـ3/134، جـ2/ 266.