واستفاد عمر دية الجنين والاستئذان وتوريث المرأة من دية زوجها وغير ذلك من غيره، واستفاد عثمان حديث مقام المتوفى عنها في بيتها حتى يبلغ الكتاب أجله من غيره، واستفاد علي حديث صلاة التوبة من غيره [1] .
وهو من كتاب الوحي
كان رضي الله عنه من كتاب الوحي، وعمر، وعثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقم، وأبي بن كعب، وثابت بن قيس، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسدي، ومعاوية، وشرحبيل بن حسنة رضي الله عنهم أجمعين [2] .
أزهد الصحابة
أهل العلم يقولون: أزهد الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزهد الشرعي أبو بكر، وعمر؛ وذلك أن أبا بكر كان له مال يكسبه فأنفقه كله في سبيل الله. وتولى الخلافة فذهب إلى السوق يبيع ويكتسب، فلقيه عمر وعلى يديه أبراد، فقال له: أين تذهب؟ قال: أظننت أني تركت المعيشة لعيالي. فأخبر بذلك أبا عبيدة والمهاجرين ففرضوا له شيئًا، فاستحلف عمر وأبا عبيدة فحلفا له أنه يباح له أخذ درهمين كل يوم. ثم ترك ماله في [1] منهاج جـ4/ 113، 459، 114.
وذكر الشيخ رحمه الله لذلك أمثله تركتها اختصارًا، ونقل الشيخ عن ابن حزم قوله: وأما الرواية والفتيا، فإن أبا بكر رضي الله عنه لم يعش بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا سنتين وستة أشهر، ولم يفارق المدينة إلا حاجًا أو معتمرًا، ولم يحتج الناس إلى ما عنده من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن كل من حواليه أدركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلم ذلك كله، فقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث واثنين وأربعين حديثًا مسندة (منهاج جـ4/ 139، 140) . [2] جـ2/277 قلت: وقد كتب لسراقة بن مالك في سفر الهجرة.