من العلم والسنن ما لم يبلغه غيرها [1] .
وأهل السنة مجمعون على تعظيم عائشة ومحبتها، وأن نساءه أمهات المؤمنين اللواتي مات عنهن كانت عائشة أحبهن إليه وأعظمهن حرمة عند المسلمين، وقد ثبت في الصحيح: «أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة [2] لما يعلمون من محبته إياها، حتى إن نساءه غرن من ذلك وأرسلن إليه فاطمة رضي الله عنها تقول له: نساؤك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال لفاطمة: أي بنية! أما تحبين ما أحب قالت: بلى. قال: فأحبي هذه» الحديث في الصحيحين [3] ، وفي الصحيحين أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى» [4] ، وكان في مرضه الذين مات فيه يقول: «أين أنا اليوم» استبطاء ليوم عائشة [5] ، ثم استأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فمرض فيه، وفي بيتها توفي بين سحرها ونحرها وفي حجرها وجمع بين ريقها وريقه [6] ، وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته حتى قال أسيد بن حضير لما أنزل الله آية التيمم بسببها: «ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ما نزل بك قط أمر تكرهينه إلا جعل الله فيه للمسلمين بركة» [7] ، وقد كانت نزلت آية براءة قبل ذلك لما رماها أهل الإفك فبرأها الله من [1] ذكر ذلك الشيخ رحمه الله في بحث المفاضلة بينها وبين خديجة. [2] البخاري ك 62 ب30. [3] مسلم رقم (2442) . [4] البخاري ك 62 ب30. ومسلم ك 42 ح 2447. [5] البخاري ك 62 ب 30. ومسلم ك 42 ح 2443. [6] مسلم (2443) ، والبخاري في عدة أبواب (انظر جامع الأصول جـ11 ص62-68) . [7] البخاري ك 62 ب 30.