فعرضت حديثها عليه، فما أنكر منه شيئًا، غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال: هو علي» [1] .
فهذا حديث اتفقت فيه عائشة وابن عباس كلاهما يخبران بمرض النبي - صلى الله عليه وسلم - واستخلاف أبي بكر في الصلاة، وأنه صلى بالناس قبل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - أيامًا، وأنه لما خرج لصلاة الظهر أمره أن لا يتأخر بل يقيم مكانه وجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبه، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، وأبي وبكر يصلي بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعلماء كلهم متفقون على تصديق هذا الحديث وتلقيه بالقبول، وتفقهوا في مسائل فيه. وكان قد استخلفه في الصلاة قبل ذلك لما ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم. ولم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف في غيبته على الصلاة في حال سفره وفي حال غيبته في مرضه إلا أبا بكر، ولكن عبد الرحمن بن عوف صلى بالمسلمين مرة صلاة الفجر في السفر عام تبوك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ذهب ليقضي حاجته فتأخر [2][3] .
3- وفي الترمذي مرفوعًا: «لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره» [4] .
4- ومثل قوله في الحديث الصحيح على منبره: «لو كنت متخذًا [1] البخاري ك 10 ب47، 51، 67 ك 64 ب 83 مسلم رقم (311) قلت: وممن أخرج أحاديث استخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر في الصلاة مالك في الموطأ (1/170، 171) والترمذي رقم (3673) والنسائي (2/89-100) ، 4/7. [2] روى ذلك مسلم عن سهل بن سعد الساعدي ك4 ح 102-104 والبخاري ك 10 ب 48. [3] منهاج السنة جـ4/290-296 جـ1/184. [4] منهاج جـ4/45 والحديث أخرجه الترمذي في أبواب المناقب رقم 3755 وقال: هذا حديث غريب.