وَيُحِبُّونَهُ} [1] وقوله: {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [2] .
والثاني قوله: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} الآية [3] .
والثالث قوله: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} [4] وقوله: {النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} [5] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} [6] .
ونحو ذلك كقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} الآية.
فلو كانت ولاية أبي بكر حرامًا منكرًا لوجب أن ينهوا عن ذلك، ولو كانت ولاية علي واجبة لكان ذلك من أعظم المعروف الذي يجب أن يأمروا به ... وإذا شهدوا أن أبا بكر أحق بالإمامة وجب أن يكونوا صادقين في هذه الشهادة.
فثبت صحة خلافته ووجوب طاعته بالكتاب والسنة والإجماع [7] . [1] سورة المائدة: 54. [2] سورة آل عمران: 144. [3] سورة الفتح: 16. [4] سورة الليل: 17. [5] سورة النساء: 69. [6] سورة التوبة: 100. [7] المنهاج جـ4 ص234، 235، وانظر مجموع الفتاوى جـ35/ 48، 49.
قلت: وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبد الرحمن بن عبد الحميد المهدي قال: إن ولاية أبي بكر وعمر في كتاب الله يقول الله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} الآية (تأريخ الخلفاء ص96) وأخرج الخطيب عن أبي بكر بن عياش قال: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن، لأن الله يقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} ... إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} فمن سماه الصديق فليس يكذب وهم قالوا يا خليفة رسول الله، قال ابن كثير: استنباط حسن (انظر تأريخ الخلفاء ص109-110) .