4- تفضيل أئمة الإسلام
لأبي بكر وعمر، وتقديمهم لهما
وقد جاء بعد أولئك في قرون الأمة من يعرف كل أحد ذكاءهم وذكاءهم ممن ليس لهم غرض في تقديم غير الفاضل لا لأجل رياسته ولا مال، وممن هم أعظم الناس نظرًا في العلم وكشف لحقائقه، وهم كلهم متفقون على تفضيل أبي بكر وعمر، فكل من له لسان صدق في الأمة من علمائها وعبادها متفقون على تقديم أبي بكر، وعمر كما قال الشافعي رضي الله عنه فيما نقله عنه البيهقي بإسناده قال: لم يختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على جميع الصحابة.
وكذلك لم يختلف علماء الإسلام في ذلك كما هو قول مالك وأصحابه، وأبي حنيفة وأصحابه، وأحمد وأصحابه، وداود وأصحابه، والثوري وأصحابه، والليث وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، وإسحاق وأصحابه، وابن جرير وأصحابه، وأبي ثور وأصحابه. وكما هو قول سائر العلماء المشهورين إلا من لا يؤبه له ولا يلتفت إليه ... ومالك يحكي الإجماع عمن لقيه أنهم لم يختلفوا في تقديم أبي بكر، وعمر ... حتى كان الثوري يقول: من قدم عليًا على أبي بكر ما أرى أن يصعد له إلى الله عمل. رواه أبو داود في سننه [1] .
وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسعيد بن أبي عروبة، وأمثالهم من علماء البصرة، وسعيد بن عبد العزيز وغيره من علماء الشام، وعمرو بن الحارث، وابن وهب وغيرهم من علماء مصر. ومثل [1] السنن جـ4/206.