responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه السيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد    جلد : 1  صفحه : 427
إعلانا عاما لتحرير الإنسان في الأرض بتقرير ألوهية الله وحده وحاكميته، ومطاردة الطواغيت التي تغتصب ألوهيته وحاكميته، الإسلام بوصفه هذا لم يكن له بد من القوة والحركة والمبادأة والاندفاع لأنه لم يكن يملك أن يقف كامنا منتظرا على طول الأمد، لم يكن يستطيع أن يظل عقيدة مجردة في نفوس أصحابه، تتمثل في شعائر تعبدية لله، وفي أخلاق سلوكية فيما بينهم، ولم يكن له بد أن يندفع إلى تحقيق التصور الجديد والمنهج الجديد، والدولة الجديدة، والمجتمع الجديد، في واقع الحياة، وأن يزيل من طريقها العوائق المادية التي تكبتها وتحول بينها وبين التطبيق الواقعي في حياة المسلمين أولا، ثم في حياة البشرية أخيرا .. وهي لهذا التطبيق الواقعي جاءت من عند الله.
(ب) وكانت فرقانا بين عهدين من تاريخ البشرية. فالبشرية بمجموعها قبل النظام الإسلامي هي غير البشرية بمجموعها بعد قيام هذا النظام. هذا التصور الجديد الذي انبثق منه هذا النظام، وهذا النظام الجديد الذي انبثق منه هذا التصور، وهذا المجتمع الوليد الذي يمثل ميلادا جديدا للإنسان. وهذه القيم التي تقوم عليها الحياة كلها، ويقوم عليها النظام الاجتماعي، والتشريع القانوني على السواء، هذا كله لم يعد ملكا للمسلمين وحدهم منذ غزوة بدر، وتوكيد وجود المجتمع الجديد، إنما صار - شيئا فشيئا - ملكا للبشرية كلها، تأثرت به سواء في دار الإسلام أو خارجها، سواء بصداقة الإسلام أم بعداوته!
والصليبيون الذين زحفوا من الغرب ليحاربوا الإسلام، ويقضوا عليه في ربوعه، قد تأثروا بتقاليد هذا المجتمع الإسلامي الذين جاؤوا ليحطموه، وعادوا إلى بلادهم ليحطموا النظام الإقطاعي الذي كان سائدا عندهم. بعدما شاهدوا بقايا النظام الاجتماعي الإسلامي!

نام کتاب : فقه السيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست