نام کتاب : فقه السيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد جلد : 1 صفحه : 459
أما في أحد فقد كان التمييز في الصف بين المؤمنين والمنافقين: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالو لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منم للايمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} [1]. وطبيعيا أن يتخلخل الصف بعد بدر، فالذين دخلوا في الإسلام، دخل كثير منهم مجاراة لقوة الإسلام، وانصياعا أمام انتصاراته، وما أن لاحت لحظة ضعف، حتى كشف المنافقون خبيئة نفوسهم كشفوها يوم انفصلوا عن الجيش، وقد وصلت إليهم أنباء القوة المشركة الطاغية التي جاءت تحتل المدينة، وانكشقت خبيئة ما تبقى منهم يوم بلغهم مقتل رسول الله (ص)، وانقض عليهم المشركون من الخلف فقالوا: إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول. إن من الطبيعي أن تخلو بدر من المنافقين وليس في ساعة الموجهة أي أمل بالنصر، إنما هو استعداد للبذل والتضحية والشهادة. ومن الطبيعي كذلك أن ينبت النفاق قبيل أحد وفي أحد بعد النصر الحاسم القاصم في بدر، وقطع دابر الكافرين من قريش، وسيطرة القوة الإسلامية على الساحة، وهزيمة اليهود الماحقة في بني قينقاع في المدينة، فقد قذف الرعب في قلوب المنافقين، فأخفوا دخيلة أنفسهم وساروا مع الركب مكرهين. [1] آل عمران 166 - 168.
نام کتاب : فقه السيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد جلد : 1 صفحه : 459