نام کتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) نویسنده : السلمي، محمد بن صامل جلد : 1 صفحه : 255
وأما صفوان فطلب صاحبه عمير بن وهب الجمحي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمنه شهرين، وسار عمير حتى لحق به، وأخبره الخبر، وعاد صفوان ولا زال الخوف والوجل في قلبه فلما وقف على الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد صلى بالناس العصر في المسجد، قال له صائحًا: يا محمد، إِن عمير بن وهب جاءني ببردك، وزعم أنك دعوتني إِلى القدوم عليك، فإِن رضيتُ أمرًا وإِلا سيرتني شهرين، فقال: إِنزل أبا وهب، قال: لا والله حتى تبين لي، قال: بل لك تسيير أربعة أشهر، فنزل صفوان [1].
وكان ممن أهدر دمه عبد الله بن سعد بن أبي السرح وكان قد أسلم ثم ارتد. وجاء به أخوه من الرضاعة عثمان بن عفان ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جماعة، وصار يستشفع له ويطلب الصفح عنه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم، حتى طال الوقت فأعطاه الآمان، فخرج مع عثمان، فقال - صلى الله عليه وسلم -: أما فيكم رجلٌ رشيد يقوم إِلى هذا حين رأى أني قد صَمَتُّ فيقتله. فقالوا: يا رسول الله، هَلّا أومأت إِلينا بم فقال: إِنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين [2].
وأمر - صلى الله عليه وسلم - بلالًا أن يصعد على الكعبة ليؤذن لصلاة الظهر؛ وليغيظ المشركين، وبالفعل حصل هذا فقال أحدهم: لقد أكرم الله أبي أن لا يكون سمع هذا فيسمع ما يغيظه، وقال الآخر: أما والله لو أعلم أنه مُحِقّ لاتبعته. وقال أبو سفيان: لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصاة، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمت الذي قلتم" [3] وخطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بمكة خطبة عظيمة أبانت عن كرم خلقه وحلمه وعفوه وتجاوزه، حيث قال فيها: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن [1] الصالحي، سبل الهدى 5/ 254. [2] الحديث في صحيح سنن أبي داود ح (2334). [3] الواقدي، المغازي 2/ 846، الصالحي، سبل الهدى والرشاد 5/ 373.
نام کتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) نویسنده : السلمي، محمد بن صامل جلد : 1 صفحه : 255