responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 877
وقد عاش النبي (ص) بعد نزول هذه الآيات نحو خمس سنوات. وتحقق هذه التنبؤات على النحو الذي بيناه لا يكون إلا في كلام رب العالمين.
التنبؤ الثاني:
قال تعالى: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا إليما} (الفتح: 16).
تدبروا هذه الآية في ضوء الآيتين السابقتين:
1 - حرم المخلفون دائما معية الرسول (ص).
2 - أخبر بدعوة المخلفين بعد الرسول (ص) في زمن قريب للجهاد.
3 - وأخبر باتصاف الأعداء بالبأس الشديد.
4 - وأخبر أن مصير الحرب هو القتال أو استسلام الأعداء.
5 - الأجر الحسن على إجابة الدعوة.
6 - العذاب الأليم على رفض الدعوة.
وانظروا الآن إلى عصر أبي بكر، واقرأوا دعوته العامة التي أوردها الواقدي، وتعرفوا على أسماء الجند الذين قدموا إلى أبي بكر، ومن الاطلاع على أسماء القبائل والشعوب تبين لنا أنها أسماء من لم تسنح لهم الفرصة بالجهاد في معية الرسول الكريم (ص).
ثم إنكم ترون أنهم أرسلوا لمواجهة دولة مثل روما التي كانت تحكم نصف العالم وقد أثبت هؤلاء كفاءتهم الحربية وخبرتهم العسكرية بإخضاع دولة إيران التي كانت تحكم نصف العالم الشرقي بجيوشها المنظمة ونظامها الحربي المتقدم، وقد اضطرت إلى البقاء في بلادها لمجرد الدفاع لا أكثر، أما المسلمون فكانوا أهل بادية بعيدين عن بلادهم، ولم يتوفر لديهم عتاد الحرب أو الأسلحة والوسائل الحربية الأخرى، وكانت نتيجة القتال القضاء على الأعداء، وانتفعت الرعية بالصلح فدخلت الألوف في الإسلام، وهذه الآية توضح بجلاء التطور الذي حدث في جزيرة العرب والشام وفتوح الأعراب ومجتمع روما ومصير روما فيما بعد.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 877
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست