نام کتاب : المنهج الحركي للسيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد جلد : 1 صفحه : 168
هذا هو مفهوم اعتراض أبي الهيثم بن التيهان رضي الله عنه. لأن قطع العهود مع اليهود تعني الحرب عليهم، فإذا تخلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ومضى إلى مكة فهذا يعني ترك المسلمين تحت رحمة اليهود يفعلون بهم الأفاعيل، ويستأصلون أخضرهم ويابسهم. فإذا كان من حق أبي الهيثم رضي الله عنه أن يناقش رسول رب العالمين بهذا الأمر، فأي قيادة في الدنيا مهما ارتفعت تكون فوق النقاش؟ وأي قائد في هذا الوجود هو أكبر من المحاسبة؟!
وليعلم كل جندي في الحركة الإسلامية أن من حقه أن يعترض مثل هذا الاعتراض على قيادته أن انسحبت من المعركة، وتركته يتلوى وحده في النار. إن كل قطرة دم تراق بأمر القيادة هي في عنقها ستسأل عنها يوم الدين فيم أراقتها؟ ولم لم تحافظ عليها من الضياع؟
وماذا كان جواب سيد الخلق لجندبة ابن التيهان؟
قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم. ويا له من نداء خالد تردده أصداء الوجود.
القيادة جزء من القاعدة، والقاعدة جزء من القيادة، شركاء متلاحمون منصهرون في المغرم والمغنم، دمهم واحد، ومصيرهم واحد، ونكبتهم واحدة، وحملهم واحد. لقد أبدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعداده وهو الطرف القائد المفاوض أن يشن الحرب على من حارب جنده، ويسالم من سالمهم، جعلهم الأصل في الحرب والسلم.
4 - وملاحظة أخيرة للجنود في الدعوة نفقهها من هذه النصوص هي: إن الأنصار رضي الله عنهم اكتفوا بملاحظة أبي الهيثم واعتراضه، وكان معبرا عن رأيهم جميعا، وكان الرد عليه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أنه ممثلا لهم جميعا.
لقد كان الاعتراض منهجيا شرعيا لا غوغائيا فوضويا وهذا يعني الحركة المنظمة كثيرا بأن تكون طريقة النقد والاعتراض والمحاسبة ضمن المعابر الشرعية والتنظيمية، لا من خلال الفوضوية والفردية بحيث يتكلم
نام کتاب : المنهج الحركي للسيرة النبوية نویسنده : الغضبان، منير محمد جلد : 1 صفحه : 168