نام کتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة نویسنده : الصوياني، محمد جلد : 1 صفحه : 280
النبي (صلى الله عليه وسلم) يودع مكة
وَدَّع حبيبته وهي لا ترد .. ولو أجابت لأبكت من حولها .. ودع حبيبته .. تركها وهو كاره .. حالت الجاهلية بينه وبينها .. لم يستطع البقاء بين أبياتها وجدرانها .. فحملها في قلبه وارتحل .. وتمر أيام وأعوام .. ويكبر ذلك الحب .. ويزداد به الشوق .. فيقسم بالله لها أنه ما زال يحبها ..
(والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، ولولا أني أُخْرِجتُ منك ما خرجت) [1]. (ما أطيبك من بلدٍ وأحبَّكِ إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) [2].
لم يستبدل - صلى الله عليه وسلم - حبًا بحب .. بل أضاف حبًا إلى حب .. إنه يتجه الآن إلى يثرب .. يثرب!! لا إنها ليست يثرب .. فلا يثرب بعد اليوم .. لقد وهبها قلبه .. ووهبها اسمًا جديدًا.
اسم جديد
فما هو ذلك الاسم .. يقول - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب! .. وهي "المدينة" تنفي الناس [3] كما ينفي الكير خبث الحديد" [4] إذًا فهي منذ الآن ستدعى: (المدينة) .. المدينة المنورة بالحب والأشواق والعناق .. [1] حديث صحيح. رواه أحمد والترمذيُّ والنسائيُّ وابن ماجه (سيرة ابن كثير 2/ 385) من طريق شعيب وعقيل وصالح بن كيسان كلهم عن الزهري أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عدي رضي الله عنه. وأبو سلمة والزهري تابعيان ثقتان جليلان. [2] حديث صحيح رواه الترمذيُّ وابن حبان والحاكم. انظر صحيح الجامع الصغير للإمام الألباني (2/ 971). [3] أي تنفي الخبيث من الناس. [4] حديث صحيح. رواه البخاري (1871) ومسلمٌ والبيهقيُّ (2/ 519).
نام کتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة نویسنده : الصوياني، محمد جلد : 1 صفحه : 280