responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
تداعت قريش غثها وثمينها ... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنا قديمًا لا نُقر ظُلامة ... إذا ما ثنوا صُعْر الخدود نُقيمها (1)

وحين حاول أبو جهل أن يخفر جوار أبي طالب تصدى له حمزة، فشجه بقوسه، وقال له: تشتم محمدا وأنا على دينه، فرد ذلك إن استطعت.
إنها ظاهرة فذة أن تقوم الجاهلية بحماية من يسب آلهتها، ويعيب دينها، ويسفه أحلامها، وباسم هذه القيم يقدمون المهج والأرواح، ويخوضون المعارك والحروب، ولا يُمسُّ محمد صلى الله عليه وسلم بسوء.
ولما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرمة مكة، وبمكانه منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم في ذلك من شعره أنه غير مُسْلِمٍ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه فقال:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
وقد حالفوا قومًا علينا أَظِنَّةً ... يعضون غيظًا خلفنا بالأنامل
صبرت لهم نفسي بسمراء [2] سمحة ... وأبيض عضب [3] من ترات المقاول ... وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل (4)

وتعوذ بالبيت وبكل المقدسات التي فيه، وأقسم بالبيت بأنه لن يسلم محمدا ولو سالت الدماء أنهارًا واشتدت المعارك مع بطون قريش:
كذبتم وبيت الله نُبْزَى [5] محمدا ... ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه [6] حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل (7)
وينهض قوم في الحديد إليكم ... نهوض الروايا [8] تحت ذات الصلاصل (9)
وقرّع زعماء بني عبد مناف بأسمائهم لخذلانهم إياه، فلعتبة بن ربيعة يقول:
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح ... حسود كذوب مبغض ذي دغاول (10)

ولأبي سفيان بن حرب يقول:
ومر أبو سفيان عني معرضا ... كما مَرَّ قَيْل [11] من عظام المقاول

(1) السيرة النبوية لابن هشام (1/ 269)
[2] سمراء: كناية عن الرمح.
[3] أبيض عضب: كناية عن السيف.
(4) السيرة النبوية لابن هشام (1/ 273)
[5] نبزى: أي نسلبه ونغلب عليه.
[6] ونسلمه حتى نصرع حوله: أي كذبتم أن نسلمه قبل أن نصرع حوله.
(7) الحلائل: الزوجات.
[8] الروايا: الإبل التي تحمل الماء للساقية.
(9) الصلاصل: المزادات لها صلصلة بالماء.
(10) الدغاول: الدواهي.
[11] قيل: الرئيس الكبير في اليمن.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست