responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي, فأكلت [1].
وروى مسلم: أن أم سعد حلفت ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمتَ أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثًا حتى غَشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له: عُمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن الكريم هذه الآية: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي ... ) [2] وفيها (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها [3] , فمحنة سعد محنة عظيمة، وموقفه موقف فذ يدل على مدى تغلغل الإيمان في قلبه، وأنه لا يقبل فيه مساومة مهما كانت النتيجة [4].
ومن خلال تتبع القرآن المكي نجد أنه رغم قطع الولاء سواء في الحب أو النصرة بين المسلم وأقاربه الكفار، فإن القرآن أمر بعدم قطع صلتهم وبرهم والإحسان إليهم ومع ذلك فلا ولاء بينهم؛ لأن الولاء لله ورسوله ودينه والمؤمنين [5].
5 - مصعب بن عمير - رضي الله عنه -
كان مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه مليئة كثيرة المال تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقه، وكان أعطر أهل مكة، يلبس الحضرمي من النعال [6] , وبلغ من شدة كلف أمه به أنه يبيت وقعب الحيس [7] عند رأسه

[1] تفسير ابن كثير (3/ 446).
[2] تعقيب: هكذا وردت ألفاظ الآية في صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص، وفي شرح النووي على مسلم، ولم يتكلم عليها الإمام النووي؛ والصواب هو أن نص الآية: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا) [وهي الآية 8 من سورة العنكبوت] وكذلك نص الآية (14) من سورة لقمان هو: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ) والآية (15) التالية لها نصها: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) فلا أدري كيف جاء هذا في رواية مسلم المذكورة. (المراجع).
[3] صحيح مسلم (2/ 1877، 1878) ورقم الحديث [43، 44 - (1748)] وشجروا فاها، وأوجروها، يعني: فتحوا فمها وصبوا فيه الطعام.
[4] انظر: محنة المسلمين في العهد المكي، ص106.
[5] انظر: الولاء والبراء، محمد القحطاني، ص174، 175.
[6] الطبقات الكبرى (3/ 116).
[7] القعب: القدح الغليظ، والحيس: تمر وأقط وسمن تخلط وتعجن.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست