responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
ونزل في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وما بلغه في ذلك من الغضب [1]: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [آل عمران: 186] [2].
وذكر القرآن الكريم في أكثر من موضع سوء أدبهم مع الله سبحانه وتعالى، وعدم تنزيهه عن النقائص، ووصفه بما لا يليق به سبحانه، وهذا عين الوقاحة، وانعدام الأدب ومن هذه الآيات قول الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64].
ويبدو من مضمون الآية أن هذا الموقف الذي وقفوه كان منبعثاً مما كان يملأ صدورهم من الغيظ والسخط من رسوخ في قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشار دعوته، ولعل مما يصح أن يضاف إلى هذا الاحتمال كون المسلمين قد انصرفوا عنهم، أو قاطعوهم بسبب مواقف الكيد والجحود التي ما فتئوا يقفونها، واستجابة لأمر القرآن ونهيه وتحذيره، فأثر ذلك في حالتهم الاقتصادية تأثيراً سيئاً، زاد سخطهم وغيظهم وتبرمهم، ودفعهم إلى ما كان منهم من سوء الأدب في حق الله، ومن رد غير جميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم [3].
3 - سوء أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والنيل من الرسول الكرام والقرآن الكريم:
وكان اليهود يسيئون الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حضرته وأثناء خطابه، إذ يلمزونه، ويحيونه بتحية فيها من الأذى والتهجم ما يدل على سوء أخلاقهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام [4] عليك يا أبا القاسم، فقلتُ: السام عليكم، وفعل الله بكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مه يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش» فقلت: يا رسول الله، ترى ما يقولون؟ فقال: «ألست تريني أرد عليهم ما يقولون؟ وأقول: وعليكم» قالت: فنزلت هذه الآية في ذلك [5] وهي قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا

[1] انظر: تفسير القرطبي (4/ 295).
[2] انظر: السيرة النبوية لابن هشام (ق 1/ 558، 559) وسبل الهدى والرشاد (3/ 583: 585) وتفسير مجاهد، ص140.
[3] انظر: الصراع مع اليهود (1/ 51)
[4] السام: الموت، انظر: زاد المسير (8/ 189).
[5] زاد المسير في علم التفسير (8/ 189) رواه ابن أبي حاتم من حديث الأعمش عن مسروق، عن عائشة وإسناده صحيح، وفي صحيح مسلم (4/ 1717).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست