responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 353
الدولة الإسلامية بحكم أنهم أهل كتاب (أهل الذمة) ولكن طبيعة اليهود الغدر والخيانة وعدم الوفاء، ولم يستطيعوا- ولن يستطيعوا لؤماً وخسة- أن يتخلوا عن تلك الصفات الذميمة فنقضوا عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت نهايتهم بما يتلاءم مع تلك الأفعال، حيث أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع وبني النضير، وقتل رجال بني قريظة [1] وهذا ما سوف نراه بإذن الله تعالى في هذا الكتاب، ولقد أشار القرآن الكريم إلى طبيعة اليهود مع العهود فقال تعالى: (الَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ) [الأنفال: 56].
والعهد هنا ما عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود من عهود ومواثيق بألا يحاربوه ولا يعاونوا عليه، كما بين ذلك المفسرون [2].
لقد سلك اليهود وسائل عدة ومتغايرة ومتنوعة للكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه ومقاومتهم، إلا أن هذه الوسائل لم تفلح ولم تؤت ثمارها المرجوة منها، وهي القضاء على جماعة المسلمين ودولتهم وكيانهم السياسي، فما أسباب ذلك؟
بسبب تلك التربية النبوية الرشيدة التي غرست معاني الإيمان في القلوب وحققت العبودية الخالصة لله، وحاربت الشرك بجميع أشكاله، وعلمت الصحابة الأخذ بأسباب النهوض والتمكين المعنوية والمادية فقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على العزة، والنخوة، والرجولة، والشجاعة، ورفض الذل، ومقاومة الظلم، وعدم الاستسلام لمؤامرات اليهود وغيرهم، بل مقاومتها والقضاء عليها وعلى أهلها، فثابروا وصابروا حتى انتصروا على أعدائهم [3].
كان مكر اليهود في غاية الدهاء تكاد تزول منه الجبال، ولكنه لم يفلح مع الرعيل الأول بسبب القيادة النبوية والمنهج الرباني الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم [4].
إن المسلمين اليوم يتساقطون أمام المخططات اليهودية ومؤامراتها لبعدهم عن المنهاج النبوي في تربية الأمة وكيفية التعامل مع اليهود، فالأمة في أشد الحاجة للقيادة الربانية الحكيمة الواعية الموفقة من عند الله، الخبيرة بأخلاق اليهود وصفاتهم فتتعامل معهم معاملة واعية مستمدة أصولها من السياسة النبوية الراشدة في التعامل مع هذا الصنف المنحرف من البشر.
إن في عصرنا هذا تغلغت الأصابع اليهودية القذرة في مجالات عديدة من حياة الشعوب والدول تلك الأصابع التي تهدف إلى غاية محدودة هي (الفساد في الأرض) وهذا هو التعبير القرآني (وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا) [المائدة: 33].

[1] انظر: العهد والميثاق في القرآن الكريم، د. ناصر العمر، ص121.
[2] انظر: تفسير الطبري، (8/ 30) والتحرير والتنوير (10/ 48).
[3] انظر: الصراع مع اليهود (1/ 80).
[4] نفس المصدر (1/ 79).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست