responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 375
المسلول هازم الروم في اليرموك، وعمرو بن العاص فاتح مصر وليبيا وغيرهم -رضي الله عنهم- لقد التحق خالد وعمرو فيما بعد بحركة السرايا وقادوا بعضهما بعد إسلامهم، لقد كانت السرايا والغزوات التي أشرف عليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته تدريباً حياً نابضاً، بل يمكن اعتبارها دورات أركان للقادة الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها فيما بعد.
* * *

المبحث الخامس
استمرارية البناء التربوي والعلمي
كان من أوائل ما نزل من القرآن الكريم في العهد المدني هو مقدمات سورة البقرة التي تحدثت عن صفات أهل الإيمان، وأهل الكفر، وأهل النفاق ثم إشارة لأهل الكتاب، اليهود والنصارى، وكان التركيز على بيان حقيقة اليهود؛ لأنهم الذين تصدوا للدعوة الإسلامية من أول يوم دخلت فيه المدينة، وتتضمن سورة البقرة جانباً طويلاً منها لشرح صفة يهود وطباعهم [1].
والملاحظ أن سورة البقرة وهي من أوائل ما نزل في العهد المدني كانت توجه الدعوة للناس أجمعين أن يدخلوا في دين الله، وأن يتوجهوا له بالعبادة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 21 - 22].
وكانت الآيات القرآنية في العهد المدني تحذر المسلمين من الاتصاف بصفات المنافقين، وتوضح خطورة المنافقين على المجتمع الناشئ والدولة الجديدة، ولم تظهر حركة النفاق ضد المجتمع والدولة المسلمة إلا في العهد المدني؛ لأن المسلمين في مكة «ولم يكونوا من القوة والنفوذ في حالة تستدعي وجود فئة من الناس ترهبهم أو ترجو خيرهم، فتتملقهم وتتزلف إليهم في الظاهر، وتتآمر عليهم وتكيد لهم وتمكر بهم في الخفاء، كما كان شأن المنافقين بوجه عام .. والآيات تتضمن أوصاف وأخبار مواقف المنافقين، والحملات عليهم كثيرة جداً، حتى لا تكاد تخلو سورة مدنية منها، وخاصة الطويلة والمتوسطة، وهذا يعني أن هذه الحركة ظلت طيلة العهد المدني تقريباً، وإن كانت أخذت تضعف من بعد نصفه الأول» [2].
واستمر القرآن المدني يتحدث عن عظمة الله، وحقيقة الكون والترغيب بالجنة والترهيب من النار ويشرع الأحكام لتربية الأمة، ودعم مقومات الدولة التي ستحمل نشر دعوة الله بين الناس قاطبة، وتجاهد في سبيل الله.

[1] انظر: الظلال (1/ 27) وما بعدها.
[2] انظر: السيرة النبوية، دروزة (2/ 72، 76) نقلا عن دراسات في عهد النبوة، د. عبد الرحمن الشجاع، ص172.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست