responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 377
السامع أن يعد كلماته صلى الله عليه وسلم لو شاء [1] فقد روى عروة بن الزبير -رحمه الله- أن عائشة رضي الله عنها قالت: «ألا يعجبك أبو فلان؟ جاء فجلس إلى جانب حجرتي، يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمعني ذلك، وكنت أُسبِّح [2] فقام قبل أن أقضي سُبْحتي، ولو أدركته لرددت عليه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم [3].
3 - الاعتدال وعدم الإملال واختيار الوقت المناسب:
كان صلى الله عليه وسلم يقتصد في تعليمه في مقدار ما يلقيه، وفي نوعه، وفي زمانه، حتى لا يمل الصحابة وحتى ينشطوا لحفظه، ويسهل عليهم عقله وفهمه، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا [4] بالموعظة في الأيام، كراهةَ السآمة علينا [5].
4 - ضرب الأمثال:
للمثل أثر بالغ في إيصال المعنى إلى العقل والقلب، وذلك أنه يقدم المعنوي في صورة حسية فيربطه بالواقع ويقربه إلى الذهن، فضلاً عن أن للمثل بمختلف صوره بلاغة تأخذ بمجامع القلوب، وتستهوي العقول، وبخاصة عقول البلغاء؛ ولذلك استكثر القرآن من ضرب الأمثال، وذكر حكمة ذلك في آيات كثيرة، فقال تعالى: (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) [العنكبوت: 43].
وقال تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
إلى غير ذلك من الآيات، وعلى هذا المنهج الكريم سار النبي صلى الله عليه وسلم فاستكثر من ضرب الأمثال، فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (حفظت عن رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل) [6].
وقد ألفت كتب متعددة في الأمثال في الحديث النبوي، من أقدمها (أمثال الحديث) للقاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، (ت360 هـ)
(7).
5 - طرح المسائل:
إن طرح السؤال من الوسائل التربوية المهمة في ربط التواصل القوي بين السائل

[1] انظر: مناهج وآداب الصحابة، د. عبد الرحمن البر، ص62.
[2] أسبح: أصلي النافلة وهي السبحة وقيل صلاة الضحى.
[3] البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي (6/ 576) رقم 3568.
[4] يتخولنا: يتعهدنا.
[5] البخاري، كتاب العلم، باب ما كان النبي يتخولهم بالمواعظة، (1/ 162) رقم 68.
[6] انظر: مناهج وآداب الصحابة، ص65.
(7) مناهج وآداب الصحابة، ص65، كل وسائل التعليم النبوية اختصرتها من هذا الكتاب القيم.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست