responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
صباه على تحقق ذلك فلم يرتكب إثمًا، ولم يسجد لصنم [1] رغم انتشار ذلك في قريش [2].
وتحدث الدكتور البوطي عن الحكمة في ذلك فقال: يبدو أن الحكمة في ذلك إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وتهييؤه للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به وتصديقهم برسالته، إنها إذن عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي، ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم [3] , إن إخراج العلقة منه تطهير للرسول صلى الله عليه وسلم من حالات الصبا اللاهية العابثة المستهترة, واتصافه بصفات الجد والحزم والاتزان وغيرها من صفات الرجولة الصادقة، كما تدلنا على عناية الله به وحفظه له، وأنه ليس للشيطان عليه سبيل [4].

خامسًا: وفاة أمه وكفالة جده ثم عمه:
توفيت أم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تزيره إياهم، فماتت وهي راجعة به إلى مكة, [5] ودفنت بالأبواء, وبعد وفاة أمه كفله جده عبد المطلب، فعاش في كفالته، وكان يؤثره على أبنائه أي أعمام النبي صلى الله عليه وسلم - فقد كان جده مهيبًا, لا يجلس على فراشه أحد من أبنائه مهابة له، وكان أعمامه يتهيبون الجلوس على فراش أبيهم، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس على الفراش ويحاول أعمامه أن يبعدوه عن فراش أبيهم, فيقف الأب الجد بجانبه, ويرضى أن يبقى جالسًا على فراشه متوسمًا فيه الخير، وأنه سيكون له شأن عظيم [6] وكان جده يحبه حبًا عظيمًا، وكان إذا أرسله في حاجة جاء بها وذات يوم أرسله في طلب إبل فاحتبس عليه [7] فطاف بالبيت وهو يرتجل يقول:
رب رد راكبي محمدا ... رده لي واصنع عندي يدا
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بالإبل فقال له: يا بني, لقد حزنت عليك كالمرأة حزنًا لا يفارقني أبدًا [8].

[1] زعم المستشرق نيكلسون أن حديث شق الصدر أسطورة نشأت عن تفسير الآية (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) وأنه لو كان لها أصل فعلينا أن نخمن أنها تشير إلى نوع من الصرع، وهذا الذي زعمه نيكسون سبقه إليه المشركون حين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون فنفى الله عنه ذلك (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ).
[2] انظر: السيرة النبوية الصحيحة للعمري (1/ 104).
[3] انظر: فقه السيرة للبوطي, ص47.
[4] انظر: السيرة النبوية لأبي فارس ص106، 107.
[5] ابن هشام في السيرة (1/ 168) وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
[6] انظر: السيرة النبوية لأبي فارس، ص101.
[7] صحيح السيرة النبوية للعلي (ص 56) وقال: أخرجه الحاكم: (2/ 603، 604) وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 224): رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن.
[8] صحيح السيرة النبوية للعلي (ص 56) وقال: أخرجه الحاكم: (2/ 603، 604) وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 224): رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده حسن.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست