responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 601
للأعداء، وإنما يقصدون الفرار من الموت لضعف معتقدهم وللخوف المسيطر عليهم، بل ويحثون الآخرين على ترك موقعهم والرجوع إلى بيوتهم، ولم يراعوا عقد الإيمان وعهود الإسلام [1].
وتزايدت محاولات المشركين لاقتحام الخندق، وأصبحت خيل المشركين تطوف بأعداد كبيرة كل ليلة حول الخندق حتى الصباح، وحاول خالد بن الوليد مع مجموعة من فرسان قريش أن يقتحم الخندق على المسلمين في ناحية ضيقة منه, ويأخذهم على حين غرة، لكن أسيد بن حضير في مائتين من الصحابة يراقبون تحركاتهم، وقد حصلت مناوشات استشهد فيها الطفيل بن النعمان والذي قتله وحشي قاتل حمزة يوم أحد، رماه بحربة عبر الخندق فأصابت منه مقتلا [2]، واستطاع حبان بن العرقة من المشركين أن يرمي سهمًا أصاب سعد بن معاذ - رضي الله عنه - في أكحله [3]، وقال: خذها وأنا بن العرقة، وقد قال سعد بن معاذ عندما أصيب: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليَّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها شهادة, ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة [4].
وقد استجاب الله دعوة هذا العبد الصالح وهو الذي سيحكم فيهم, ثم وجه المشركون كتيبة غليظة نحو مقر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقاتلهم المسلمون يومًا إلى الليل، فلما حانت صلاة العصر دنت كتيبة، فلم يقدر النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه الذين كانوا معه أن يصلوا، وشغل بهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصل العصر، ولم تنصرف الكتيبة إلا مع الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس» [5].

ثالثًا: محاولة النبي صلى الله عليه وسلم تخفيف حدة الحصار بعقد صلح مع غطفان وبث الإشاعات في صفوف الأعداء:
1 - سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في المفاوضات مع غطفان:
ظهرت حنكته صلى الله عليه وسلم وحسن سياسته حين اختار قبيلة غطفان بالذات لمصالحتها على مال يدفعه إليها على أن تترك محاربته وترجع إلى بلادها، فهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن غطفان وقادتها ليس لهم من وراء الاشتراك في هذا الغزو أي هدف سياسي يريدون تحقيقه, أو باعث عقائدي يقاتلون تحت رايته، وإنما كان هدفهم الأول والأخير من الاشتراك في هذا الغزو الكبير هو الحصول

[1] انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2/ 425).
[2] انظر: حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول (2/ 424).
[3] الأكحل: عرق في وسط الذراع في كل عضو منه شعبة إذا قطع لم يرقأ الدم.
[4] مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود (3/ 1389) رقم 1769.
[5] البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق (5/ 58) رقم 4111.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 601
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست