responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 643
دعاهم إلى الإسلام فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، وقد كانوا أول ما قدم يعطونه إلا السيف، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان نصرانيًّا وكان رأسهم، فكتب عبد الرحمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك, وبعث رجلاً من جهينة يقال له رافع بن مكيث، وكتب يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أراد أن يتزوج فيهم، فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بنت الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها، ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. وذكر الواقدي أن هذه السرية في شعبان سنة ست [1].
وفي هذه السرية دروس وعبر منها:
1 - تواضع النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وشفقته عليهم، حيث ألبس عبد الرحمن بن عوف عمامته بيده، وهذا التواضع منه صلى الله عليه وسلم يرفع من معنويات الصحابة رضي الله عنهم، ويدفعهم إلى بذل المزيد من الطاقة في سبيل خدمة هذا الدين؛ لأن التلاحم والمودة بين القائد وجنوده، من أهم عوامل نجاح العمل وتحقيق الأهداف [2].
2 - كان جيش عبد الرحمن جيش مبادئ فتحرك ضاربًا في هذه الصحراء المترامية يحمل شرع الله إلى خلقه، وهدى رسوله إلى أمته مستوعبًا لمقاصد الجهاد وأحكامه، فالجهاد ليس باسم محمد صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله، ولا مكان لزعيم أو أمة أو قبيلة أو راية أو وطن أو جيش أو قومية بجوار هذه الراية الخفاقة في هذا الوجود, راية الله تعالى: «اغزُ باسم الله» فحزب الله تعالى هو الذي يحيي هذه الصحراء الظمأى بغيث العقيدة الخالصة
عقيدة التوحيد [3] , وهدفهم من هذا التحرك في سبيل الله وحده قال تعالى: (قُلْ إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163].
قتالهم لمن كفر بالله وليس القتال على المبدأ الجاهلي:
وأحيانا على بكر أخينا ... إذا لم نجد إلا أخانا

أما هذا الجيش القوي الفتي، فهو يمضي في الأرض قدمًا ليقاتل من كفر بالله [4].
3 - ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف عن الغلول وهو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها، ونهاه عن الغدر في العهود وعن قتل الولدان، وتلك نماذج من الأدب الإسلامي في الجهاد، فالقتال نوع من العنف والقسوة، ولكنه بالنسبة للمسلمين الذين

[1] انظر: مغازي الواقدي (2/ 560، 561).
[2] انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (6/ 184).
[3] انظر: التربية القيادية (4/ 171).
[4] المصدر نفسه (4/ 172).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 643
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست