responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 130
حصلت من البلغاء فبأضعاف هذه الجملة، مع عدم تأدية كل المعاني التي تحتويها.
- إن كلمة {قُلْ} هنا تنفي نسبة الوحي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مع رفع الاحتشام عنه - عليه الصلاة والسلام - في تزكية نفسه، مع تأكيد المعنى الذي سيقت لأجله، بالتكرار له إلى يوم القيامة وهو - مثلاً - كما في الآية الأولى يرفض الشرك امتثالاً لأمر الله - جل جلاله - وإن أتباعه المؤمنين مطالبون أيضًا بهذا القول، معلنون به، غير راجعين عنه أو مداهنين فيه.
- وقوله: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} أي بمحالفة أمره ونهيه أي عصيان كان، ويدخل فيه ما ذكر في السياق دخولاً أوليًا، وهذا بيان من الله تعالى بحال نبيه المعظم، وهو كمال اجتنابه - عليه الصلاة والسلام - عن المعاصي على الإطلاق [1]، إذ لا معنى لخوفه العظيم هذا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مع الوقوع في أي معصية كانت؛ لأن قدر الخوف على قدر العذاب، وبمقدار ما يخاف المرء يمتنع عن الأسباب المفضية لهذا العذاب المهول، وتلك تدل على العصمة الكاملة لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [2]، والآية رد واضح جلي على من يخالف هذا المعتقد، وتوضيح بليغ لما تُوهمه بعض الآيات القرآنية [3] بخلاف هذا الرأي السديد، وبالتالي تحمل هذه الآيات على ما يليق بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما يوافق آيات العصمة؛ جمعًا بين الآيات الكريمات كلها في هذا الصدد.
- وفي العدول عن لفظ الجلالة إلى قوله {رَبِّي} في الآية إيماء إلى أن عصيانه أمر قبيح، لأنه ربه الذي يربيه، ويقوم على شؤونه فكيف يعصيه [4].

[1] انظر العلامة أبا السعود "إرشاد العقل السليم" (131/ 2).
[2] لأن وجود الخوف حينئذ يكون مانعًا من أي معصية بغير تفريق بين صغيرة وكبيرة.
[3] سنذكرها إن شاء الله بعد تقرير آيات العصمة.
[4] انظر أبا السعود "إرشاد العقل السليم"، والعلامة ابن عاشور "التحرير والتنوير" (161/ 6).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست