responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 206
فوجدنا مكانة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأدبية في المجتمع القرشي لا يدانيها مكانة سموًا وعلوًا تدل على ما وصل إليه توفيق الله له، وحفظ الله إياه، ومن ذلك اختلافهم في وضع الحجر الأسود عند تجديد بناء الكعبة، إذ انتهوا بالرضا بتحكيم أول داخل من باب بني شيبة، فإذا هو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالوا: «أتاكم الأمين» [1]، أما ما كان من عبادة قريش ووثنيتها، فكان يفيض عن عرفة في الحج، كما ذكره جبير بن مطعم حين رآه واقفًا بعرفة فقال: هذا والله من الحمس فما شأنه ها هنا؟!! (2)
علي حين تفيض الحمس، وهم قريش من مزدلفة، وكان يستمسك بإرث إبراهيم وإسماعيل في حجهم وبيوعهم ونكاحهم [3] وهذا من توفيق الله له قبل البعثة أما أصنامهم فلم يمس صنمًا فضلاً عن الطواف به، أو السجود له والاعتكاف عنده، فيذكر مولاه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - أنه كان يطوف مع الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أي قبل البعثة بالبيت العتيق، فلمس زيد بعض الأصنام فنهاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، ثم عاد زيد لمسها ليتأكد من الأمر، فنهاه ثانية فانتهى حتى كانت البعثة، وقد حلف زيد بن حارثة بأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما مس منها صنما حتى أكرمه الله بالوحي [4]. وكذلك ما كان يأكل ما ذبح على النصب، حيث التقى بزيد بن عمرو بن نفيل وهو أحد الحنفاء الذين تركوا دين قريش بأسفل مكة، وقدمت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سفرة فخشي أن يكون مما ذبح على النصب فأبى أن يأكل، ولم يكن يعلم ذلك عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد بين شراح الحديث أنه ما كان يأكل ما يذبح على النصب [5]، وهذا قليل من كثير في سيرته وأخلاقه ومعاملاته قبل البعثة مما يبين الإعداد الإلهي له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لتحمل هذا العبء

[1] أحمد، "المسند" (425/ 3)، والحاكم، "المستدرك" (458/ 3).
(2) البخاري (1553)، ومسلم (2142).
[3] البيهقي، "دلائل النبوة" (37/ 2).
[4] الطبراني، "المعجم الكبير" (88/ 5)، والبيهقي، "دلائل النبوة" (34/ 2) والحاكم في المستدرك وحسنه الذهبي في السيرة النبوية من تاريخ الإسلام راجع د. أكرم العمري، "السيرة النبوية الصحيحة" (117/ 1).
[5] صحيح البخاري (فتح الباري 142/ 7، 630/ 9).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست