responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 277
وبالنظر في تلك الآيات وتحليلها نلاحظ:
أن هذا أول ما أوحي به من القرآن إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِما ثبت عن عائشة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مما سيأتي قريباً.
وافتتاح السورة بكلمة {اقْرَأْ} إيذان بأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيكون قارئاً، أي تالياً كتاباً بعد أن لم يكن قد تلا كتاباً قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} [العنكبوت: 48]، أي من قبل نزول القرآن، ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجبريل حين قال له اقرأ: " ما أنا بقارىء ".
وفي هذا الافتتاح براعة استهلال للقرآن.
وفي حديث «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها [1] قولها فيه: «حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهْد ثم أرْسَلَني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطّني الثانيةَ حتى بلغ مني الجَهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [1]} إلى {مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}.
وقوله {بِاسْمِ رَبِّكَ} فيه تعريض بتحميق المشركين الذين ضلوا عن توحيد الله تعالى مع أن دليل الوحدانية قائم في أنفسهم.
وفي قوله: {مِنْ عَلَقٍ (2)} إشارة إلى ما ينطوي في أصل خَلْق الإِنسان من بديع الأطوار والصفات التي جعلته سلطانَ هذا العالم الأرضي.

[1] البخاري، الصحيح، باب بدء الوحى (1/ 5).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست