responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 289
ونقول له قد آمنا بصدق محمد كما أمرتنا، بغض النظر عن إيمانك أنت فكان صدقه إذاً المُقَرّ به مرجحًا قويًا لإثبات رؤية جبريل، لأنه لا يمكن أن نقول له أنت صادق ثم نقول له أنت كاذب، هذا ليس علمًا ولا بحثًا ولا شيئًا إنما هو للهزل وتضييع الوقت والاستخفاف والحمق أقرب، ومثل ذلك لا ينبغي للعاقل أن يخاطبه فضلاً عن أن يباحثه ويناقشه الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق.
الرد التالي: وهو الرد التاريخي على "وات" كما نسميه نحن، وهو من وجهين:
الوجه الأول: القرآن الكريم فقد أثبت الوحي برؤية جبريل، والقرآن قاطع بالنسبة إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد قال في الرؤية: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [النجم: 13] وقد وقف "وات" عند سورة النجم، وقصة الغرانيق وقفة طويلة يبدي ويعيد، ووقفتنا معه إن شاء الله في حينها.
الوجه الثاني: وهو الروايات الصحيحة المتواترة في رؤية جبريل - عليه السلام - من يوم أن نزل عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالرسالة، إلى أن انتقل إلى الله تعالى، وهذا التواتر يفيد العلم اليقيني الذي لا مدفع له، ولا يمكن رده باعتراف الموافق والمخالف، ليس كعدم الإمكانية التي لا تستند إلى أي برهان عند "وات" [1]، وبعد ذلك يتضح من هذه الردود السريعة المختصرة شيء من موقف "وات" في كتابته عن الإسلام ونبيه، وتتجلى كذلك منهجيته التي تتسم بالعلم إلا فيما يتعلق بالرسول ودينه حيث يمحي تمامًا كل ما له صلة بالبحث العلمي وقواعده، وينقلب "وات" شيئًا آخر لا يمت للعقل بأدنى علاقة ليس ذلك مبالغة، إن الكاتب المنصف ليرى في كل صفحة كتبها عن الإسلام ما يحتاج إلى نقد، حيث يفغر المرء فاه متعجبًا أهذا "وات"، أهذا عقل، أهذا علم، إنه كم عجيب من الركام.

[1] تعليق "وات" على ارهاصات النبوة نذكرها في الجزء الثاني شق الصدر والغمامة والراهب بحيرا وغيرها إن شاء الله تعالى.
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست