نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 356
سَجَى [2] مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [3]} [الضحى: [1] - [3]]. (1)
وقد نزل قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)} [الحجر: 95]، لتدل على وجود هؤلاء المستهزئين، وشدة استهزائهم وأذاهم، بدليل ما فعل الله تعالى بهم، وكان فعله - سبحانه - بهم تسلية للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتقوية لعزمه.
وكان من هؤلاء المستهزئين رؤوس الكفر وأئمة الضلال، فأرسل الله سبحانه عليهم جبريلَ - عليه السلام -، بأنواع العقوبات، حيث أبادهم وقطع دابرهم، بأن عاقبهم عقوبات شديدة في أبدانهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، ويكفى نزول القرآن الكريم بذلك المعنى، وهؤلاء المجرمون هم: الأسود بن عبد المطلب بن أسد، والأسود بن عبد يغوث الزهرى، والوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى، والحارث ابن عيطل السهمى [2].
وكان من كبار المستهزئين أبو جهل، وروى عنه البخاري أنه قال مستهزئاً: «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.» (3)
واستكمالاً للسخرية والاستهزاء المنبنية على التعالى والكبر، قال المشركون
للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا نرضى بمجالسة أمثال هؤلاء، يعنون صهيباً وبلالاً وخباباً فاطردهم عنك، فهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك طمعاً في إسلامهم وإسلام قومهم، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ [1] البخاري (4950)، وانظر ابن حجر، فتح الباري (18/). [2] أبو نعيم في الدلائل (1/ 268)، من رواية ابن اسحاق بإسناد حسن مرسلاً. وأما قصة عقوباتهم فقد رواها أبو نعيم، الدلائل (1/ 268 - 269)، وقال المحققان أخرجه ابن اسحاق في السيرة (1/ 410)، ورجاله ثقات ولكنه مرسل، وقال السيوطى، الخصائص (1/ 365)، أخرجه البيهقى وأبو نعيم عن ابن عباس رضى الله عنهما. [3] البخاري، الفتح (7/ 185)، (4648).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 356