responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 62
- وترتفع وتيرة الفضل، وحسن العطاء، ليجيء التعبير بفاء التعقيب في {فَتَرْضَى} لتفيد كون هذا العطاء عاجل النفع، بحيث يحصل به رضا المعطَى، فلا يترقب أن يحصل نفعه بعد تربص [1].
- رأينا قوله: {يُعْطِيكَ رَبُّكَ} بإضافة رب دون اسم "الله" العلم إلى ضميره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما يؤذن به لفظ الرب من الرأفة واللطف، وللتوسل بإضافته إلى ضمير المخاطب، وهو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للإشعار بعنايته برسوله، وتشريفه بإضافة "رب" إلى ضميره.
أما هذا العطاء الذي وعد الله رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به فقد خاض المفسرون والمؤرخون وغيرهم فيه، وما اجتمعوا إلا على أن عطاء الله هذا لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد تحقق كاملاً، ووقع مصداقاً لما أخبر به، أقر بذلك الكافرون والمسلمون.
فما هذا الذي أعطيه - صلوات الله وسلامه عليه - لقد أعطى عدة كريمة شاملة لما أعطاه الله - عز وجل - في الدنيا من كمال النفس، وعلوم الأولين والآخرين، وظهور أمره بالظفر والنصر على أعدائه يوم بدر ويوم فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وإعلاء الدين بالفتوح الواقعة في عصره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي أيام خلفائه الراشدين وغيرهم من الملوك الإسلامية، وفشو الدعوة والإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، علاوة على ما ادخر له في الآخرة من الكرامات التي لا يعلمها إلا هو - جل جلاله -.
ونأتي في نهاية الكلام على هذه الآيات من السورة التي تختص بما نحن بصدده من الثناء على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى مقارنتها بما سبق من الآيات التي تثني على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتمدحه، لتتضح بقية جوانب هذا البحث، ذلك الترتيب الزمني الذي تسلم كل سلسلة فيه إلى ما يليها في

[1] انظرالطاهر بن عاشور "التحرير والتنوير" (398/ 30).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست