ومن هذا النوع من الهدايا ما جاء في قصة أعرابي وهب للنبي - صلى الله عليه وسلم - هدية رجاء المكآفأة، فأثابه عليها - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله: «رضيتَ؟» قال: لا. فما زال - صلى الله عليه وسلم - يزيده في مكافأة هديته حتى رضي، فقال - صلى الله عليه وسلم - وقد استثقل هديته: «لقد هممتُ أن لا أتَّهِب هِبة إلا من قُرشي أو أنصاري أو ثقفي» [1]، وقد استدل بعض المالكية بهذا الحديث على "وجوب الثواب على الهدية إذا أَطلق الواهب، وكان ممن يطلُب مثلُه الثواب، كالفقير للغني، بخلاف ما يهبه الأعلى للأدنى، ووجه الدلالة منه مواظبته - صلى الله عليه وسلم -، ومن حيث المعنى أن الذي أهدى قصد أن يُعطى أكثرَ مما أهدى، فلا أقلَ أن يعوض بنظير هديته" [2].
وقد أكد - صلى الله عليه وسلم - على مبدأ مكافأة الهدية بقوله: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أهدى لكم فكافئوه؛ فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له» [3].
ولا ريب أن الهدية المبرورة هي الهدية التي يدفعها المهدي، لا ليقابَل من الناس بمثلِها، بل الهدية التي يرجو ثوابها [1] أخرجه أحمد ح (2682). [2] تحفة الأحوذي (6/ 73). [3] أخرجه أحمد ح (5342).