ويؤكد ابن شهاب الزهري على شهرة هذا الخلق الكريم بين الصحابة، فيقول: "إن أبا بكرٍ الصديق وعمرَ بنَ الخطاب وعثمانَ بنَ عفان رضي الله عنهم أعطوا القَوَد من أنفسهم وهم سلاطين، فلم يُستقَد منهم" [1].
وهكذا، فإن الحصيف من الناس يطلب السلامة في آخرته، فيتحلل من المظالم أو يردها، خشية أن يحاسب عليها يوم القيامة، وأسوته في ذلك محمد - صلى الله عليه وسلم - القائل: «من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ إلا الحسناتُ والسيئاتُ» [2]. [1] ذكره البيهقي في السنن الكبرى (8/ 50). [2] أخرجه البخاري ح (2429).