نام کتاب : الإسلام وأوضاعنا السياسية نویسنده : عبد القادر عودة جلد : 1 صفحه : 290
ما أنزل الله، ويتحاكمون إلى أهوائهم وشهواتهم يصوغونها قوانين ومراسيم ولوائح وغيرها من المسميات، حتى أحلوا لأنفسهم ما حرمه الله وحرموا على الناس ما أحله الله.
والإسلام يوجب على المسلمين أن يدعوا للخير وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ولكن المسلمين تخلوا عن هذا الواجب كما تخلوا عن كل واجباتهم الإسلامية فهم لا يدعون إلى الخير وقد فشى فيهم الشر، ولا يأمرون بالمعروف وهم في أشد الحاجه الى الأمر بالمعروف، ولا يتناهون عن المنكر وقد عمهم الفساد وضلوا سبيل الرشاد.
والإسلام يجعل المساواة فريضة من فرائضه والعدالة دعامة من دعائمه، ولكن المسلمين وهو القوام على الإسلام لم يتركوا فريضة من فرائض الإسلام إلا وضعوها، ولا دعامة من دعائمه إلا هدموها، فليس في البلاد الإسلامية اليوم مساواة، وليس فيها عدالة، وإنما فيها أثرة كاملة ومحاباة صارخة، وفيها استعلاء على الضعفاء واستطالة على الفقراء، وفيها عون للباطل ومناهضة للحق، وفيها ظلم فادح وجور فاضح.
والإسلام يجعل المال كله لله، ويجعل للبشر المستخلفين في الأرض الانتفاع به، في حدود أمر الله، وبعد أن يؤدوا للغير حقه في هذا المال، ولكن المسلمين جعلوا لأنفسهم مال الله وحرموا الغير حقه في هذا المال، حتى أصبح المال دُولَةً بين أغنيائهم ممنوعًا عن فقرائهم، وحتى ضاق الفقراء بالفقر
نام کتاب : الإسلام وأوضاعنا السياسية نویسنده : عبد القادر عودة جلد : 1 صفحه : 290