نام کتاب : إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 169
أبو مَحْذُورَةَ: كنت جالسًا عند عمر، إذ جاء صفوانُ بن أمية بجفنة يحملها نفرٌ في عَباءة، فوضعوها بين يَدَي عمر، فدعا عمرُ ناسًا مساكينَ وأرقاء من أرقّاء الناس حولَه، فأكلوا معه، ثم قال عند ذلك: يفعل الله بقوم -أو قال: لَحَي اللهُ قومًا- يرغبون في أرقّائهم أن يأكلوا معهم، فقال صفوان: أما والله! ما نرغب عنهم، ولكنّا نستأثر عليهم، ولا نجدُ -والله- من الطعامِ الطيبِ ما نأكلُ ونُطعمهم [1].
وبه إلي ابن الجوزي، أنا عبدُ الوهابِ، أنا عاصمُ بنُ الحسنِ، أنا ابنُ بشرانَ، أنا ابنُ صفوانَ، ثنا ابنُ أبي الدنيا، حدثني القاسمُ بنُ هاشمٍ، عن عبدِ الله بنِ بكرٍ السهميِّ، حدثني الفضلُ بنُ عميرة: أنّ الأحنفَ بنَ قيسٍ قدم علي عمرَ بنِ الخطاب في وفد من العراق قدموا عليه في يومٍ صائفٍ شديدِ الحرِّ، وهو محتجِزٌ بعباءة يَهْنَأُ بعيرأ من إبل الصدقة، فقال: يا أحنف! ضعْ ثيابَك وهلمَّ فأَعِنْ أمير المؤمنين علي هذا البعير، فإنه لمن إبل الصدقة، فيه حقُّ اليتيم والأرملة والمسكين، فقال رجلٌ من القوم: يغفرُ الله لك يا أمير المؤمنين، فهلّا تأمرُ عبدًا من عبيد الصدقة، فيكفيك هذا؛ قال عمر: وأيُّ عبدٍ هو أعبدُ منّي ومن الأحنف؟ إنه من ولي أمرَ المسلمين، فهو عبا للمسلمين، يجب عليه لهم ما يجب علي العبد لسيده من النصيحة، وأداء الأمانة [2]. [1] انظر: "مناقب عمر" لابن الجوزي (ص: 72). ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 85)، وابن المبارك في "البر والصلة" (ص: 182). [2] انظر: "مناقب عمر" لابن الجوزي (ص: 73).
نام کتاب : إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 169