نام کتاب : من عجائب الدعاء - الجزء الثاني نویسنده : الربعي، خالد جلد : 1 صفحه : 128
أهل بغداد يتضرعون إلى الله - تعالى -
قال الذهبي - رحمه الله تعالى - عن خلافة المقتدر: « ... ثم أقبل أبو طاهر القرمطي [1] في ألف فارس وسبع مائة راجل، وقارب بغداد وكاد أن يملك وضج الخلق بالدعاء وقطعت الجسور، مع أن عسكر بغداد كانوا أربعين ألفًا وفيهم مؤنس [2] وأبو الهيجاء [1] سليمان بن حسن القرمطي الجنابي الأعرابي: الزنديق عدو الله الذي سار إلى مكة في سبع مائة فارس، فاستباح الحجيج كلهم في الحرم، واقتلع الحجر الأسود، وردم زمزم بالقتلى، وصعد على عتبة الكعبة يصيح:
أنا بالله وبالله أنا ... يخلق الخلق وأفنيهم أنا
فقتل في سكة مكة وما حولها زهاء ثلاثين ألفًا وسبى الذرية، وأقام بالحرم ستة أيام، وبذل السيف في سابع ذي الحجة، ولم يعرف أحد تلك السنة - أي لم يقف بعرفة - فلله الأمر، وقتل أمير مكة ابن محارب، وعرى البيت وأخذ بابه ورجع إلى بلاد هجر، وقيل: بقي الحجر الأسود عندهم نيفًا وعشرين سنة، وكان بحكم التركي دفع لهم فيه خمسين ألف دينار فأبوا وقالوا: أخذناه بأمر وما نرده إلا بأمر.
وقد هزم جيوش بغداد غير مرة وعتا وتمرد، ثم جرت له حروب أوهنته، وقتل جنده، وطلب الأمان على أن يرد الحجر وأن يأخذ كل حاج دينارًا ويخفرهم. قلت - والكلام للذهبي: ثم هلك بالجدري - لا رحمه الله - في رمضان. [السير للذهبي (15/ 320 - 325)].
وقال الذهبي في العبر في حوادث سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة: (ولم يحج الركب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي في رمضان بهجر من جدري أهلكه، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة). (3/ 42). [2] مؤنس الخادم الملقب بالمظفر المعتضدي أحد الخدام الذين بلغوا رتبة الملوك وكان خادمًا فارسا شجاعًا سائسًا داهية، ولي دمشق للمقتدر وبقي ستين سنة أميرًا، وعاش تسعين سنة، وخلف أموالاً لا تحصى، وجرت له أمور وحارب المقتدر فقتل يومئذ المقتدر، فسقط في يد مؤنس وقال: كلنا نقتل. وكان معظم جند مؤنس يومئذ من البربر، فرمى واحد منهم بحربته الخليفة فما أخطأه، ثم نصب مؤنس في الخلافة القاهر بالله، فلما تمكن القاهر قتل مؤنسًا وغيره في سنة إحدى وعشرين (وثلاث مئة). السير للذهبي 15/ 56 - 57.
نام کتاب : من عجائب الدعاء - الجزء الثاني نویسنده : الربعي، خالد جلد : 1 صفحه : 128