نام کتاب : من عجائب الدعاء - الجزء الثاني نویسنده : الربعي، خالد جلد : 1 صفحه : 92
الليلة الليلة
قال فضيل بن عياض [1]: قال إبراهيم التيمي: إن حبسني - يعني الحجاج - فهو أهون عليَّ؛ ولكن أخاف أن يبتليني فلا أدري على ما أكون عليه. قال فضيل: يخاف الفتنة. قال إبراهيم: فحبسني فدخلت على اثنين في قيد واحد في مكان ضيق لا يجد الرجل إلا موضع مجلسه، فيه يأكلون وفيه يتغوطون وفيه يصلون، قال: فجيء برجل من أهل البحرين فأدخل علينا فلم يجد مكانًا فجعلوا يترامون به فقال: اصبروا؛ فإنما هي الليلة. فلما كان الليل قام يصلي فقال: يا ربّ، مننت عليَّ بدينك وعلمتني كتابك ثم سلطتَ عليَّ شرَّ خلقك، يا رب، الليلة الليلة لا أصبح فيه. فما أصبحنا حتى ضرب البواب السجن فقال: أين البحراني؟ فقلنا: ما دعا به الساعة إلا ليقتل. فخلى سبيله، فجاء فقام على الباب فسلَّم علينا وقال: أطيعوا الله لا يعصكم [2].
* * * [1] الفضيل بن عياض التميمي الخراساني: الإمام الثَّبت، روى عنه سفيان الثوري أجلُّ شيوخه وبينهما في الموت مائة وأربعون عامًا. قال الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل. وقال فيض بن إسحاق: قال الفضيل: والله ما يحل لك أن تؤذي كلبًا أو خنزيرًا بغير حق فكيف تؤذي مسلمًا. قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام؛ فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد. وعنه قال: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم كبَّلَتْك خطيئتُك. وهو من أقران سفيان بن عيينة في المولد، ولكنه مات قبله بسنوات. [السير للذهبي، 8/ 421 - 442]. [2] انظر: الفرج بعد الشدة للحافظ ابن أبي الدنيا، ص83 - 84 بتصرف يسير.
نام کتاب : من عجائب الدعاء - الجزء الثاني نویسنده : الربعي، خالد جلد : 1 صفحه : 92