ما المقصود بالتغيير؟
خلقنا الله عز وجل وكرمنا على سائر خلقه، وأسجد الملائكة لأبينا آدم، وأعد لنا الجنة لتكون لنا دارا: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء/70].
ولقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وكرمنا هذا التكريم، وأسكننا الأرض وسخرها لنا، لنقوم بأداء مهمة جليلة ألا وهي عبادته {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات/56].
فنحن إذن لم نخرج إلى الأرض لنأكل أو لنشرب أو لنتزوج، بل خرجنا لأداء وظيفة محددة .. وظيفة العبودية لله عز وجل.
معنى العبودية:
والعبودية المطلوبة من العبد لربه تشمل خضوعه واستسلامه وانقياده التام والمطلق له.
وأن يكون الله هو غايته ومطلبه ومقصده في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته.
وتشمل كذلك حبه سبحانه وتعالى حتى يصير أحب إلينا من كل شيء، وأن يكون العمل على رضاه هو شغلنا الشاغل، فنحرص على القيام بكل ما يرضيه، والابتعاد عن كل ما يبغضه.
ومن مظاهر العبودية: أن تصبح تصوراتنا واهتماماتنا، وأفراحنا وأحزاننا متعلقة بالله عز وجل، فنحب ما يحبه ونبغض ما يبغضه، ونفرح لما يرضيه ونغضب لما يُغضبه.
ومنها: خشيته في السر والعلن، والتوكل الدائم عليه، والرجاء فيه، ودوام الإنابة إليه، والثقة فيما عنده.
ومنها: دعوة الخلق إليه وتحبيبهم فيه، وجهادهم من أجل نشر دينه، وإعلاء رايته.
نام کتاب : كيف نغير ما بأنفسنا نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 14