نام کتاب : كيف نغير ما بأنفسنا نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 30
وسائل الإعلام بصورها المختلفة وأهمها جهاز التلفاز والذي يعد من أخطر عوامل بناء اليقين داخل الإنسان سواء كان صحيحا أم خاطئا، فما يعرض في هذا الجهاز الخطير وبصورة متكررة وبشكل شبه يومي من أفلام ومسلسلات وإعلانات له دور كبير في تكوين اليقين الخاطئ داخل الإنسان وبخاصة عند الصغر، فتكرار عرض صور النساء العارية والمناظر الخليعة واختلاط النساء بالرجال والصداقة بين الجنسين وما تنشئه من علاقات محرمة مع عرض كل هذا بأسلوب محبب - وفكاهي أحيانا - له دور كبير في قبول العقل لهذه الأفكار، ومن ثم مرورها إلي اليقين ورسوخها فيه بدوام تكرار عرضها، مع الأخذ في الاعتبار أن للصورة المرئية تأثيرا مباشرا على اللاشعور، فالعقل المدرك غالبا ما يتركها تمر دون تفكير [1].
وفي المقابل عند استخدام هذا الجهاز بصورة موجهة ولبث الأفكار الصحيحة من خلاله فإن ذلك له دور كبير في بناء اليقين الصحيح داخل الفرد.
دور المدرسة:
أم العامل الثالث في تكوين يقين الإنسان: المدرسة، ففيها تُبث كذلك الأفكار والمبادئ والاهتمامات والتصورات
ومع المدرسة تأتي البيئة المحيطة بالفرد كالأصدقاء والجيران والأقارب.
ولا نُغفِل كذلك وسائل المعرفة الأخرى من كتب وصحف وكمبيوتر وألعاب. [1] نقلت مجلة (بث) السعودية أن من أغرب الأساليب الإعلانية التي استخدمتها شركة كوكاكولا أنها كانت تستأجر لقطات متفرقة لا تزيد عن 1/ 24 من الثانية في أهم الأفلام الأمريكية لتمرر صورة مشروبها، وهي عملية دعائية مدروسة ترسخ صورة المشروب في العقل الباطن للمشاهد دون مرورها على عقله الواعي، فلو سألته: هل شاهدت زجاجة (كوكاكولا) سيجيبك بالنفي ولكنه سيتوجه بعد مشاهدة الفيلم لشراء (كوكاكولا)، وقد مُنعت الشركة لاحقا من استخدام هذا الأسلوب الدعائي باعتباره أداة للغش التجاري - نقلا عن مجلة (بث) العدد، (16)، ذي القعدة 1424 هـ.
نام کتاب : كيف نغير ما بأنفسنا نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 30