نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 1277
قال ابن الشيخ الأوسط إبراهيم: الوالد - رحمه الله - كان من الناس الزهاد في حياته، حياته مليئة بالمآثر والمواقف، ولعلي أذكر آخر موقف من المواقف العظيمة والتي لا نستطيع نحن ولا الكثير من الناس أن يأتوا بمثلها وهو في أواخر أيامه - رحمه الله - في اليوم التاسع والعشرين في رمضان حصل له بعض التعب في الصباح، فقرر الطبيب المرافق أن يتم نقله من " الحرم " إلى مستشفى " جدة " وبالفعل تم نقله إلى هناك وأدخل العناية المركزة، وجلس هناك قرابة الأربع أو الخمس ساعات تقريباً وعندما جاء العصر تحسنت حالته شيئاً ما، فأصرَّ أن يذهب إلى " مكة " رغم محاولاتنا إثناءه عن ذلك فقال: " لا تحرمونا هذا الأجر فهذه آخر ليلة في رمضان "!
وبالفعل ذهبنا إلى مكة ومعنا الأطباء المرافقون، وأجلسناه في غرفة داخل الحرم، وأول ما دخل الغرفة طلب أن يتوضأ ويصلي المغرب والعشاء، وبعد أن انتهى من الصلاة طلب أن يُعدَّ للدرس!! ولما انتهى من الدرس قال للأطباء: " كيف تحرمونني من هذا الأجر العظيم "؟!.
فهو إنسان غير عادي فهذا الموقف من يستطيع اليوم أن يقفه، فالإنسان إذا أدخل المستشفى لأي سبب جلس بعدها ما جلس حتى عن مباشرة عمله فهو يخرج من غرفة العناية المركزة للدرس فهذا تفكيره وهذا شغله الشاغل والحمد لله.
تنوع طرق تعليم محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
والشيخ رحمه الله بذل جهداً عظيماً متنوعاً في التعليم منها ما يلي:
(1) فهو إمام وخطيب يعلم أهل المسجد.
(2) وهو مدرِّس في الجامعة يعلِّم الطلبة.
(3) وهو مدرِّس في مواسم الخير - مثل الحج والعمرة - في المسجد النبوي والمسجد الحرام فيعلِّم الناس كافة من جميع بلدان العالم.
(4) وهو مدرِّس ومفتٍ في المذياع.
(5) وهو من " هيئة كبار العلماء " التي تنظر في المسائل المشكلة والنوازل.
(6) وهو مؤلف لكتب ورسائل ومطويات منتشرة في العالم كله.
(7) وهو مدرِّس للمسلمين خارج المملكة وذلك عن طريق الهاتف، وقد حدَّثني بعض الشباب في " أمريكا " أنه للتوِّ قد حضر درساً هناك للشيخ ابن عثيمين، وقد رُبط عن طريق الهاتف مع حوالي مائة مركز إسلامي!!!
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 1277