نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 173
[*] وقال الثوري وغيره: البس من الثياب ما لا يشهرك عند العلماء ولا يحقرك عند الجهال، وكان يقول: إن الفقير ليمر بي وأنا أصلي فأدعه يجوز، ويمر بي واحد من أبناء الدنيا وعليه هذه البزة فأمقته ولا أدعه يجوز.
[*] وقال بعضهم: قومت ثوبي سفيان ونعليه بدرهم وأربعة دوانق.
[*] وقال ابن شبرمة: خير ثيابي ما خدمني وشرها ما خدمته.
[*] وقال بعض السلف: البس من الثياب ما يخلطك بالسوقة، ولا تلبس منها ما يشهرك فينظر إليك.
[*] وقال أبو سليمان الداراني: الثياب ثلاثة: ثوب لله وهو ما يستر العورة، وثوب للنفس وهو ما يطلب لينه، وثوب للناس وهو ما يطلب جوهره وحسنه.
[*] وقال بعضهم: من رق ثوبه رق دينه.
وكان جمهور العلماء من التابعين قيمة ثيابهم ما بين العشرين إلى الثلاثين درهماً، وكان الخواص لا يلبس أكثر من قطعتين قميص ومئزر تحته، وربما يعطف ذيل قميصه على رأسه.
وقال بعض السلف: أول النسك الزي.
[*] وقال علي كرم الله وجهه: إن الله تعالى أخذ على أئمة الهدى أن يكونوا في مثل أدنى أحوال الناس ليقتدي بهم الغني ولا يزري بالفقير فقره. ولما عوتب في خشونة لباسه قال: هو أقرب إلى التواضع وأجدر أن يقتدي به المسلم.
[*] وقال علي لعمر رضي الله عنهما: إن أردت أن تلحق بصاحبيك فارفع القميص ونكس الإزار واخصف النعل وكل دون الشبع.
[*] وقال عمر: اخشوشنوا وإياكم وزي العجم كسرى وقيصر.
[*] وقال علي كرم الله وجهه: من تزيا بزي قوم فهو منهم.
وعلى الزاهد أن يحذر لباس الشهرة فإنه حرام فضلاً عن كونه يعارض الزهد من كل جانب
(حديث ابن عمر في صحيحي أبي داوود وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من لبس ثوبَ شُهْرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مَذَلةٍ ثم يُلْهِبُ فيه النار.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(من لبس ثوب شهرة) قال القاضي: الشهرة ظهور الشيء في شنعة بحيث يشتهر به.
(ألبسه اللّه يوم القيامة) التي هي دار الجزاء وكشف الغطاء
(ثوب مَذَلةٍ) أي يشمله بالذل كما يشمل الثوب البدن في ذلك الجمع الأعظم بأن يصغره في العيون ويحقره في القلوب لأنه لبس شهوة الدنيا ليفتخر بها على غيره فيلبسه اللّه مثله
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 173