نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 608
وذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج في المدينة شئون عالمه المسلم الواسع، جاءه الناعي، أن قد مات أبو عبيدة ..
وأسبل الفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع ..
وغاض الدمع، ففتح عينيه في استسلام ..
ورحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنان صابر ..
وأعاد مقالته عنه:
" لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة" ..
[*] قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في مرض موته: لو كان أبو عبيدة حيا لوليته عليكم أو لاستخلفته عليكم فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة هو أبو عبيدة بن الجراح.
وقال أيضاً وهو يجود بأنفاسه:
" لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله" .. ؟؟
[*] قال بن المبارك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: بلغ عمر أن أبا عبيدة حُصِرَ في الشام ونال منه العدو فكتب إليه عمر: أما بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجاً وإنه لا يغلب عسر يسرين يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)، قال فكتب إليه أبو عبيدة: أما بعد فإن الله يقول (اعْلَمُوَاْ أَنّمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَبَاتُهُ ثُمّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مّنَ اللّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَآ إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 20] قال فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال يا أهل المدينة إنما يُعرِّض بكم أبو عبيدة أو بي، راغبوا في الجهاد. كأنه يبين أن هذه الدنيا التي تمسكتم بها هي زائلة انفروا ثبات أو انفروا جميعا انفروا أو استحقوا العذاب، فلذلك عمر بن الخطاب يأخذ منه هذا " إنما الحياة الدنيا لعب ولهو " فقال إما يُعرِّض بي أو يُعرِّض بكم اخرجوا إلى الجهاد.
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 608